5 ديسمبر 2011

الحرية والعدالة لمن نكره ولمن نحب

ناصر الربيعي، ديسمبر ٥ ، ٢٠١١

الصحفي اليمني محمد إبراهيم صدام  فقد
عمله الصحفي لأنه  يعمل مترجما للرئيس علي عبدالله صالح.

 محمد صدام كان مراسلاً لوكالة انباء رويترز، العريقة والشهيرة والرائدة  في عالم الصحافة ، لأكثر من عشر سنوات.

ومؤخراً شن ناشطون  سياسيون يمنيون وغير يمنيين حملة ضالمة ضد   رويترز وصدام.
 ا عتبر الناشطون  عمل صدام مع الرئيس صالح عيبا وعارا وخزيا كبيرا في جبين رويترز.

و رغم ان عمل صدام مع صالح  لم يكن سرا على رويترز بل كان حقيقة معروفة لديها منذ بداية العمل، الا ان الوكالة خضعت لرغبة الناشطيين وجعلت العدالة والإنصاف مساوية لهذه الرغبة!

 

كصحفي وزميل اعرف محمد صدام معرفة جيدة اشعر انه من واجبي أن اوجه اربع رسائل مختصرة، دفاعا عن العدالة مع احترامي للراي والرغبة، الاولى لمحمد صدام و الثانية لرويترز  والثالثة لمن شنوا عليه الحملة الظالمة و اما الرابعة والاخيرة وهي الاهم فاللصحفيين الاحرار والمستقلين في اليمن والعالم .

 

1 -عزيزي محمد صدام لا تحزن . لا تكترث بالحملة الظالمة التي شنها  ناشطون يسعون لتحقيق هدف سياسي آني  ثمنه الحرية والعدالة ، فقد كنت مثالا للمهنية والمصداقية والموضوعية  والانصاف والتوازن  في عملك ، ومن شنوا عليك الحملة يعرفون عملك جيدا  ومن لا يعرف يعود إلى تقاريرك الموجودة على صفحات رويترز.
ولكنهم يكرهون الريس صالح فكرهوك، والكراهية ليست من العدالة في شي سوا لك او للريس.

 

2-اقدم جزيل شكري وعظيم امتناني لعملاق الاخبار العالمي وكالة رويترز لانصافها معنويا الزميل صدام  بقولها كان عمله مهنيا ومحترما ومحايدا ومستقلا. 
 
واقدم لومي وعتابي لهذا العملاق لانه بدا كما لو انه ظن ان من شنوا الحملة هم كل جمهور رويترز، وهذا ليس صحيح ولا يمكن ان يكون صحيحا. وحتي لو كانوا كل الجمهور والمشتركين او من يمثلونهم، أليست العدالة النسبية، وليست المطلقة، هي ابقي واسمي ، أليس من يكره الريس صالح مطلبه العدالة؟
( لا اتحدث هنا عن أجراات اوقواعد عمل لد رويترز  التي تتبعها لتوظيف من تشأ او فصل من تشأ)  



3 ولمن شنوا الحملة على صدام اقول : اعزائي اني لا شك انكم جميعا تبحثون  عن  الحرية والعدالة في نشاطكم . ولكن هل الحرية والعدالة أن تحملوا محمد صدام ماتعتقدون انها اخطاء وذنوب الرئيس صالح ونظامه ؟

 لماذا لم تحبوا الحرية والعدالة لمحمد صدام ، وان شاتم  تنتقدون عمله وتقاريره ؟ هل عدتم إلى تقاريره ووجدتموها منحازة لنظام صالح؟


أليست رويترز أذكى منكم جميعاً  في اكتشاف صراع  المصلحة ان وجد ؟

ألم تعرفوا ان رويترز تعلم ان صدام يعمل مترجما للرئيس صالح؟

كانت رويترز ستسبقكم بزمن طويل باكتشاف محمد صدام ان كان يعمل لصالح الرئيس ويخون مهنته التي يقدسها دائماً ؟

هل من العدا لة التي نبحث عنها جميعاً أن نحكم على الناس بمشاعر الكراهية أو حتى مشاعر الحب؟ أليست العدالة التي نبحث عنها شيئاً  اخر غير الحب والكراهية ؟

 

٤-الي الصحفيين الاحرار والمستقلين في اليمن وفي العالم .

إن الحرية والعدالة التي نبحث عنها ليست لها أي معنى إن لم تكن لمن نحب ولمن نكره . إن الحرية والعدالة التي نناظل من أجلها ليست لها معنى إن لم تكن للجميع .
  
ان السكوت عن ما حصل لصدام يعني السكوت عن الحرية والعدالة التي نبحث عنها وطريق الوصول اليها لايزال طويلا طويلا.

 

هناك 3 تعليقات: