18 يوليو 2011

الساحات في اليمن :المعتصمون يائسون ومنقسمون .



تقرير: لورا كازينوف – نيو يورك تايمز


ترجمة : عبير الربيعي

لا تزال الخيام منتشرة لاكثر من ميل امتداداً من بوابة جامعة صنعاء على طول شارع الدائري مذكرة بثبات خيار الشباب المعتصمين الذين نزلوا الى الشارع خلال الأشهر الماضية مطالبين بحكومة جديدة أكثر ديقراطية.





لكن ربما هذا كل ما تبقى من عزيمتهم وطموحهم. حيث عبر الشباب النشطاء الذين قادوا هذا الاعتصام واتبعوا موجة الاعتصامات التي اجتاحت العالم العربي "ربيع بلاد العرب" عن يأسهم وانقسامهم المتزايد.

وقال سليمان عودم23 سنة : نحن لانصدق بعضنا البعض مطلقاً كثوار . وأنه يتذكر عندما كانت البداية حيث كان هو وبعض المئات من المتظاهرين بجانب بوابة جامعة صنعاء كل صباح قبل أن تتم ملاحقتهم من قبل مؤيدي النظام.



اليمن واقعة في أزمة فهي بلا قائد وتعيش في حالة من اللايقين.



الرئيس علي عبدالله صالح استمر على موقفه في بث مسجل عرض يوم الخميس .ولم يعطِ أي مؤشرات حول عودته من المملكة العربية السعودية حيث يخضع للعلاج هناك منذ اصيب في حادث تفجيري .


والمعارضة تواصل المطالبة بتشكيل حكومة جديدة، لكن الطريق مسدودة مما يجعل اليمن تواجه أزمة إنسانية تتمثل في زيادة اسعار الغذاء وقلة الكهرباء والمياه والوقود . ايضاُ هذه الطريق المسدودة عملت على تقليل المتظاهرين أكثر من القوة التي كان يستخدمها صالح وحلفائه.



وقال عودم - وهو جالس في إحدى الخيام التي بنيت للنشطاء لاستخدام التواصل الاجتماعي للتنظيم والترويج لقضيتهم - نحن نشعر باليأس .

ففي احدى المرات تلك الخيمة كانت ممتلئة بالشباب الذين يستخدمون اجهزتهم المحمولة وينشرون مقاطع الفيديو في الشبكة العنكبوتية ويحدثون صفحات الفيس بوك .لكن في هذه الأيام الخيمة شبه فارغة ولا يوجد فيها أكثر من خمسة أشخاص أو أقل يحاولون مع الوقت الحفاظ على حيوية تحركاتهم .



في مدينة تعز - غرب اليمن - تخلى بعض المتظاهرين عن مبدأ السلمية وبدأوا بالاشتباكات مع قوات الامن . وفي مدينة عدن الجنوبية معظم المتظاهرين عادوا إلى منازلهم.


وقال أنس حميد 21 سنة وهو طالب يدرس الانجليزية ومعتصم منذ اشهر أنه يشعر بالاحباط ايضاً.



مضت ستة أشهر تقريباً منذ بداية التظاهر الذي أتخذ فيه الشباب والطلاب من الشوارع ساحات لهم للمطالبة بترحيل النظام ، وارتفعت اعدادهم من بعض المئات في يناير حتى مئات الألاف في شهر ابريل ، متحدين تحت شعار واحد وهو الاطاحة بنظام صالح .


وقد قاوموا العنف ، والجو الصعب، والحرب التي استمرت لمدة اسبوعين بين صالح وبعض شيوخ القبائل غرب العاصمة صنعاء.

والآن بعض هؤلاء الشباب اقتنعوا بأن السياسة في اليمن معقدة وتقود إلى نزاعات داخلية وتفتقر إلى الرؤية الواضحة مما انهك الجميع .



وقال حميد: نحن بحاجة لنبدأ ثورتنا من جديد ، وهو واحد من الثلاثين طالب الذين تظاهروا بجانب جامعة صنعاء عقب الثورة التونسية مباشرة ، ضمن شرارة الثورات التي اجتاحت الوطن العربي .


وفي حرارة الصيف واستمرارا الحديث والتطلعات والأماني لعودة الرئيس اصبح المتظاهرين غير قادرين على القيام بأي تحرك ، فبعضهم يقولون أنهم سيصعدون من احتجاجاتهم والبعض الأخر يقولون بأنهم سيشكلون مجلس انتقالي دون موافقة الحكومة مما سيعطيهم القوة في ظل غياب الرئيس . وإلى الآن لا يوجد أحد قادر على اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق أي من ذلك .

الشباب يقضون معظم الوقت في جدال واختلاف داخل الخيام ، وبعض الأوقات في صراعات بينهم وبين المنتمين لحزب الأصلاح خارج الخيام .

خالد الأنسي وهوأحد قادة المعتصمين في صنعاء قال إن ما يحدث بالتحديد في صنعاء هو تحول الثورة إلى ازمة سياسية ، وأضاف " نحن الآن في مرحلة حرجة والثوار بحاجة إلى توحيد صفوفهم" .في حين أن هناك حديث عن بعض المساعدات من مصادر غير مؤكدة.

قال على المصقري وهو ضابط شرطة سابق انه هو ومجموعة من المنشقين الذين انضموا للثورة يحاولون توحيد الشباب المتفرقين لمجموعة جديدة ، وقال ايضاً " أنا أرى أن الشباب منقسمين و ليس لديهم قائد لذا قررنا المساعدة في تنظيمهم وتوحيد صفوفهم ". وكان يمسك بأوراق يقول ان فيها مئات الأسماء ممن انضموا إليه .

لكن اقتراحاته ينظر إليها بعض المتواجدين بالشارع بريبة نابعة من الوضع القائم في العاصمة، فقد قال صلاح الشلفي : أنا شاب مستقل ولكن لا أريد أن أصبح جزءً من قائمته ، وأضاف بالانجليزية " لا تثقوا بهذا الرجل ".



وفي هذه الأثناء بدأ شجار بين الأثنين، وكان خمسة من الشباب النشطاء بالقرب منهم فنكسوا رؤوسهم إلى ايديهم مثبطي العزيمة .

وعموماً بالنسبة لجميع المتخاصمين هناك نقطة واحدة متفقين عليها وهي أنهم يشعرون بالاهمال من قبل الولايات المتحدة ويرون أنها لم تعطهم الدعم المطلوب لمساندة الثورة، وقال محمد القهالي أحد الشباب النشطاء وهو يعكس نفس الشعور الموجود في الساحة أن النظام الأمريكي تجاهل أحداث الثورة ، في حين قال حميد : نحن يائسين جداَ.

هناك 4 تعليقات: