2 أكتوبر 2011

الإسلاميون في اليمن هم من هددوا حياتي وليس الرئيس صالح، ناشطة

ناشطة حقوقية تحذر من وقوف الاسلاميين وراء ثورة اليمن

صحيفة الجاردين / بيتر ستانفورد

ترجمة اشواق الربيعي

ادعت ناشطة حقوقية بأن الغرب أساء فهم الربيع العربي وأن قوات قمعية ستأتي إلى السلطة في اليمن.

ذكرت ناشطة حقوقية في مجال حقوق المرأة بأن شخصيات بارزة في المظاهرات المناهضة للنظام قد انتهكت حقوق الإنسان ومسئولة عن أسوأ الانتهاكات خلال فترة الاضطرابات التي تمر بها اليمن.

وتحدثت سارة التي تطلب اللجوء لبريطانيا لصحيفة الجاردين البريطانية "أود ان أقول لأولئك الذين يتحدثون عن ديمقراطية الربيع العربي في بلادي، أن الرئيس صالح لم يكن وراء تهديد حياتي او جعلي خائفة من الاستمرار في عملي او البقاء في اليمن إنما المعارضة التي كانت وراء ذلك."

لم تكشف "سارة" عن اسمها الحقيقي خوفا من العواقب التي قد تسببها لعائلتها وزملائها في اليمن، لكنها حريصة على تسليط الضوء على ما تعتقد انه سوء فهم كبير من قبل الغرب لما يجري في بلادها التي سقط فيها ما يقارب 400 شخص منذ بداية المظاهرات.

"كنت مؤيدة للاحتجاجات التي بدأها الشباب عندما بدأوا بالتجمع في ساحة أسموها بساحة التغيير في صنعاء، فاليمن بحاجة فعلا للتغيير ووضع حد للفساد، لكن عندما بدأ القصف وإطلاق النار في مارس، وقع الشباب الأبرياء في وسط صراع حقيقي على السلطة والذي لا يزال مستمرا الى الآن."

ففي الأشهر الأولى للمظاهرات، استمرت "سارة" في عملها التي كانت تقوم به منذ 20 عاما -- تشجيع الشابات على التعليم والعمل.
"لم يكن عملي يحظى بشعبية لدى البعض الذين كانوا يقولون انه مخالف لتعاليم الإسلام، لكني في كل مرة يتهمونني بهذا كنت قادرة على إثبات ان ما يقولوه غير صحيح."

بالرغم انها اليوم تغطي رأسها بوشاح، إلا أنها تحمل معها صور لعملها وأنشطتها في اليمن حيث كانت ترتدي حجاب يغطي وجهها بالكامل ويظهر عينيها فقط. وتظهر بعض الصور ترحبيها لبعض الزائرين من الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي الذين قدموا لدعم هذه المشاريع.
وذكرت بأن لديها وعائلتها أصدقاء من المتظاهرين في ساحة التغيير، لكنها تفضل البقاء في عملها. وأضافت "ليس هناك مستقبل بدون المعرفة والتعليم والتدريب."

لكن القوى المحافظة التي هاجمت عملها في الماضي وحاولت مرارا تسييره وقفا للمبادئ الإسلامية التقليدية، استغلت حالة الفوضى التي تمر بها اليمن وبدأت في مضايقتها مجددا. وطالبوها بوقف كافة أعمالها الى حين إسقاط الرئيس. وعندما رفضت، مشككة بدوافعهم، قاموا بتهديدها.

في البداية، قاومت أسلوب التخويف والتهديد – بالرغم انها تعترف انها كانت خائفة – واستمرت في عملها حتى بعد أن سمعت بأنه قد تم إدراج اسمها ضمن قائمة الأشخاص المستهدفين من قبل قوى المعارضة.

وجاءت القشة الأخيرة عندما اخبرها نشطاء أجانب في مجال حقوق الإنسان بأن لديهم معلومات بأن حياتها في خطر. عندها قررت بتردد مغادرة وطنها.

"لا ألوم المتظاهرين في ساحة التغيير" وأضافت "ان اغلبهم من الشباب والأبرياء ويريدون الحصول على المال والوظائف. ولكن حتى في الساحات، خيامهم مقسمة إلى مجموعات ولكل مجموعة فكرتها الخاصة عن المستقبل والتي تختلف عن غيرها اختلافا كبيرا. وخلفهم تحتمي المعارضة الحقيقية التي تستغل هؤلاء المتظاهرين، وتدعي أنها تتحدث باسمهم، لكن في الواقع فإن المعارضة تتضمن بعض أولئك الذين كانوا سبب رئيسيا في الفساد في حكومة صالح."

كما انها اتهمت ثلاث شخصيات رئيسية في الوقوف وراء هذا الصراع. الأول هو اللواء علي محسن الأحمر الذي كان حليفا سابقا للرئيس صالح وغير موقفه في وقت مبكر من المظاهرات، ولكن قواته، كما تقول، كانت مسؤولة عن بعض الانتهاكات خلال فترة الاضطرابات ، بما في ذلك إطلاق النار على زعماء القبائل ( بمن فيهم شقيق على محسن) والأطفال الذين جاءوا من اجل حثه على التوصل الى تسوية مع النظام.

أما الاثنان الآخران فهما الشيخ صادق الأحمر وأخيه حميد الأحمر، قادة أكبر تجمع قبلي في صنعاء، وحلفاء علي محسن ولكن لديهم ميليشيا منفصلة وخاصة بهم.

أن القادة الثلاثة تربطهم علاقات وثيقة مع حزب الإصلاح، اكبر حزب معارضة في اليمن. ويعتبر عبد المجيد الزنداني احد ابرز قادة هذا الحزب، والذي وصفته الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة بأنه "إرهابي" وغالبا ما يوصف بأنه من الشخصيات الرئيسية في القاعدة التي استطاعت أن تنشط في اليمن بسبب الفراغ السياسي هناك.

وذكرت بأن هذه القوى كانت تهدد عملها باستمرار. وقالت انها نجحت في الماضي في إبقائهم بوضع حرج لأن حكومة صالح، بالرغم من كل مساوئها، الا أنها دعمت حق المرأة في التعليم.

والآن، اجتاحت بلادها موجة من "الجنون" كما وصفتها، حيت انهم أصبحوا قادرين على تهديد حياتها والإفلات من العقاب. "فهل هذا ما يعنيه الغرب بالربيع العربي؟".

وصلت "سارة" الى لندن في الصيف مع حقيبة صغيرة فقط، وحاليا يقوم مركز الكاردينال هيوم بدعمها في طلب اللجوء. وقالت ان كل شيء عملته طوال حياتها موجود في اليمن ولكن مشاريعها مغلقة الان بسبب العنف.

وقالت "أحب السفر ولكن ليس إلى الأبد، فمجرد أن أتأكد بأن حياتي ليست في خطر، سوف أعود ، ولكنني لا اعلم متى سيكون ذلك."

هناك 4 تعليقات: