8 أغسطس 2009

الإفراج عن معتقلي جونتانامو بعدالإفراج عن المؤيد وزايد


ناصر الربيعي 8/8/2009

إن الإفراج عن محمد المؤيد ومحمد زايد وعودتهما الى وطنهما اليمن هو إنتصار لقيم العدل والحق الإنسانية. والقضاء الأمريكي يستحق الاحترام ويستحق أن يكون قدوة لبني الانسان في هذا العالم الذي يتفجر صراعاً وقتالاً بسبب غياب العدل.

هذا الإفراج لاشك بعث الحياة والفرحة مجدد ا لدى زوجات وبنات وأولاد وأقارب ومحبي الرجلين الصابرين وبعث معه أيضا غصن سلام ومحبة من الرئيس الأسود العظيم باراك أوباما الذي قدر له ـ من حيث لا يدري ـ أن يقود هذا العالم فأعلن انه يحب الجميع ويريد السلام للجميع بصرف النظر عن الدين أو العرق أو اللون أو اللغة.

وهو ثانياً بذرة أمل للمنصفين من كل الثقافات المتباينة أن القضاء يجب ان يعلى ولا يعلى عليه , وقد على بالفعل على الحكومة الامريكية العظمى في ابطال الحكم الابتدائي بسجن المؤيد وزايد 75 سنة و45 سنة على التوالي وإسقاط تهم الإرهاب عنهما.

هو أمل للذين يؤمنون أن القضاء القوي العادل المستقل يجب أن يحكم السياسي صاحب القرار وإن سيطرة السياسة على القضاء ستنتهي يوماً ما عندما تنضج وتكتمل قيم الحرية والديمقراطية وتسود في هذا العالم، فلا يكون فوق القاضي الا الله الذي يلجأ إليه الناس جميعا كل بطريقته كعدل مطلق وخير مطلق للإنسان اليهودي والنصراني والمسلم والملحد أيضا الذي لا يؤمن بالله وبالأديان .

بعيدا عن أولئك الذين يزعمون ظلما أنهم وكلا لله في الأرض كأسامة بن لادن أوجورج بوش وغيرهما.

إدارة الرئيس بوش طعنت في قرار قاضي الاستئناف الأمريكي الذي أبطل الحكم الابتدائي بالسجن المؤبد للرجلين في أكتوبر 2008 وطالبت بمحاكمتها من جديد.

والشجعان المخلصين مع قيم العدالة والحرية في إدارة اوباما الحاليه لم يحبوا الطعن في القرار واحترموه على مضض لأنهم يكرهون التهم ويكرهون الارهاب ولهم الحق في كراهية الارهاب فمن أظلم من الارهاب والارهابيين ؟

العدل لمن تحب ولمن تكره أيضا وإلا فهو شي آخر غير العدل. القاضي الأمريكي طرح كراهيته (الشنآن) للإرهاب جانبا وقضى بالعدل فاحترمه المسؤلون المدعون . وقررت الحكومة الأمريكية الإفراج عن المؤيد وزايد يوم الخميس 6 أغسطس 2009، وسيصلا ن صنعاء الساعة التاسعة صباحا يوم الثلاثاء 11/8 /2009 حسب بلاغ السفارة اليمنية بواشنطون التي تسلمتهما اليوم الأحد 9/8/2009.

ومن العدل ايضاً ان يتم الافراج عن جميع معتقلي جوانتانامو من اليمنيين وغير اليمنيين.

ولأن مشكلة جوانتانامو صارت مشكلة يمنية لان ما يقارب المائة ممن لا زالوا يقبعون هناك هم من اليمنيين من اجمالي 239 معتقل من جنسيات مختلفة ليس من بينها جنسية اوربية أو امريكية.

ولكي تنفذ الإدارة الأمريكية الجديدة قرار الرئيس أوباما باغلاق المعتقل في يناير القادم، يلزمها شجاعة وقوة وامانة لصالح قيم العدل (لصالح من يكرهون ) كي يتغلبوا على الخوف والقلق من عودة هؤلاء لمحاربتهم إن تم الافراج عنهم.

فأسوأ الاحتمالات هو أن يعود جميع اليمنيين المفرج عنهم فينضموا إلى صفوف القاعدة انتقاما لأنفسهم من سوء العذاب الذي لاقوه. ومع أن هذا الاحتمال بعيد جداً لاسباب عديدة منها حقيقة أن أحدا من الـ 16 اليمني المفرج عنهم لم يذهب إلى كهوف القاعدة للقتال حتى الآن وقد مضى على أول المفرج عنهم أكثر من خمس سنوات.

غير أن هذا الاحتمال بسوئه لن يكون أسوأ من انخراط العشرات والمئات من الشباب العاطل المغرر به الذين يتخذون من جوانتانامو مبرراً للقتال مع الإرهابيين وتفجير أنفسهم على الأبرياء الآمنين ليفوزوا بالجنة ونعيمها فيعوضوا ما فاتهم من نعيم الدنيا.

وليس من العدل عودة هؤلاء الى بلد غير بلدهم كالسعودية أو غيرها . فإذا كانت الحكومة الامريكية لا تثق بقدرة الحكومة اليمنية في السيطرة على هؤلاء المظلومين بعد عودتهم إلى بلدهم اليمن، فإن الحل ليس بارسالهم بعيدا وليس في إبقائهم يتجرعون مزيداً من العذاب، ولكن الحل هو الافراج والتعويض المادي والمعنوي العادل لكافة المعتقلين . وإن حصل بعد ذلك جرم من احدهم أو بعضهم يعاقب على جرمه وفق القوانين فالجريمة لن تنتهي أبدا بمعاقبة الناس على نواياهم.

وأخيرا وليس آخرا، من يستحق الشكر الجزيل هم المحامون الأمريكان الشجعان ومن ساندهم من اليمنيين الذين يحملون رسالات الأنبياء في الدفاع عن المظلومين وكل الجهود الشعبية والرسمية وعلى رأسها جهود الرئيس علي عبدالله صالح الذي كلف محامين يمنيين شجعان للدفاع عن المؤيد وزايد هناك خلف البحار.

جدير بالذكر إن عميلا يمنيا استدرج المؤيد وزايد إلى ألمانيا حيث اعتقلا في 10 يناير 2003 ثم سلما في نوفمبر من نفس العام إلى السلطات الأمريكية التي شرعت في محاكمتهما بتهم دعم القاعدة وحماس وصدر الحكم الابتدائي بالسجن المؤبد لهما في 28 يوليو 2005.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق